بقلم: أسماء النعيمي
هل من المنطقي إعادة تشكيل الهيكلة الحكومية للمرة الثالثة في ظرف أربع سنوات من صعودها على ظهر الشعب ونحن ببلد ديمقراطي يُحكى أنه يسير على نهج التقدم بامتلاكه لأكبر المشاريع الإفريقية والعالمية… ؟؟؟
هل قرارهم هذا يصب في الاتجاه الصحيح أم كان من الأوجب الأخذ بعين الإعتبار نبض الشارع المغربي؟
هل تغييرهم لبعض الوجوه بحكومتهم يبدو قرارا معقلنا ،أم أنه كان من المفروض إعادة النظر بالبرنامج الذي وضعوه في بداية احتلالهم للمناصب التي تسمح لهم بممارسة السلطة على باقي أفراد الشعب المغلوب على أمره..؟
وهل الوزارات التي تم حذفها وتغييرها كانت هي المشكل ؟
هل كانت هي السبب وراء هتافات ملايين الشباب ..؟
إذن! لما لم يتسلط الضوء على المشاكل الحقيقية ويتم نزع الكراسي من تحت الرؤوس الفارغة التي اتخذت قرارات جاحفة تجاه أبناء الشعب ،وفرضت قوانين الامنطقية على أهم المجالات التي كانت لا تزال تعطي بعضا من الأمل للأجيال الصاعدة ..؟
هل كان يتوجب أن يُخنق صوت الشارع لأجل تمرير مخططات حكومتهم ..؟
آلا يكفي ما يكابده هذا الأخير من قمع واحتقار بسبب أزماته المادية والنفسية والإجتماعية التي لا تنتهي ،كي تتحالفوا عليه بقراراتكم الاعقلانية لتعتّموا حياته حتى لا يستطيع النهوض مجددا بسبب شدة الظلام..؟
وإذا كانت كل هذه الأسئلة مجرد هراء
وقرارهم الأخير قرارا صائبا
من سيمنح الحقوق للمواطن المغربي ،من لديه القدرة على تقديم واجبات الدولة تجاه مواطنيها
وهل بقي لهذا المواطن الجهد الكافي للتحمل وانتظار من صعدوا للكراسي للتعرف على مكاتبهم ومهامهم ومخططات حكومتهم التي يمثلونها ويستوعبوها
حتى ينال حقوقه ،حتى يعمل ويوفر دخل مستقر، حتى يتعالج ،حتى يسد رمقه ورمق أسرته ،
هل لا زال لديه الوقت لينتظر تحركاتهم لينام بمأوى يليق به كونه إنسان ،
هل سينتظر كي يحصل على فرصة تعليم أبنائه تعليما يضمن لهم كرامتهم ويساهم بنضجهم وتوعية عقولهم التي اتسخت بكثيير من التفاهة بسبب انعدام ثقتهم بما يُقدّم لهم من قِبل أولئك الذين ساهموا هم أو آبائهم في احتلالهم للمناصب …
والأهم هل ستستوعب الأجيال الصاعدة ما يحدث لتُصدق من جديد من يمثلها حكوميا إن ظلوا على هذا الحال ،يغيرون البرامج يغيرون الأحزاب يغيرون الأشخاص
والكارثة أن النتيجة غالبا ما تظل عالقة بالصفر …؟؟؟
وأخيرًا:
إن كانت هذه القرارات يجدونها لمصلحة الشعب ،
فليفهموا أن ذاك الشعب الذي كانوا يعرفونه قد مات ودفن منذ مدة،
الشعب الذي يخاطبونه اليوم غالبية أفراده قد استوعبت كل الألاعيب السياسية
لذلك من الأفضل أنيستوعبوا هم كذلك..
وإن كانوا يغيرون القوانين والمساطر سيرا على نهج الغرب فما عليهم إلا أن يسيروا على نهجهم في كيفية ممارستهم للسياسة
وأن يهتموا بالشعب مثلهم كطفل رضيع هم المسؤولون على حمايته وتنشئته ،وأن يهتموا بالبرنامج وتطبيقه بدل اهتمامهم بالمشاحنات مع المعارضين،
عليهم أن يتحدوا لأجل مصلحة البلاد كما يخبرهم جلالة الملك في كل خطاب ،وليس أن يتحدوا لأجل مصالحهم الشخصية ..
فالشعب صار واعيا أكثر مما يتوقعون …