بقلم: أسماء النعيمي
مع بداية السنة الجديدة 2020 أطلق صاحب الجلالة نصره الله “البرنامج المندمج “الخاص بدعم المبادرة المقاولاتية الخاصة بالشباب حيث تم وضع حوالي ثلاثة ملايير درهم من طرف الدولة ومثلها من قبل البنوك ستكون تحت طلب المقاولين الشباب بنسبة فائدة مشجعة وصلت ل % 1.75 زيادة على مليارين درهم أضيفت كمساهمة تكميلية في صندوق الحسن الثاني للتنمية الاجتماعية والاقتصادية مخصصة فقط للشباب القروي وبنسبة فائدة %0…
البرنامج كما نعلم جميعا جاء لخلق دينامية اقتصادية ببلدنا ولتشجيع الشباب على مسألة “التشغيل الذاتي “بدل الاقتصار على انتظار الوظيفة التي غالبا لن تحتمل هذا الكم الهائل ممن يعانون البطالة، وسيدفعهم كذلك لابتكار أفكار مشاريع جديدة واستثمارها على أرض الواقع بعدما كانت مجرد حلم مستحيل ..
ومع ذلك بعد أقل من شهر من انطلاق البرنامج سمعنا عدة تصورات منها كانت جد إيجابية، وأخرى سلبية من ضمنها “الدولة تحاول التخلص من الفوضى التي يرتكبها البطاليين، تحاول فتح طرق لإلهاء الشباب… تحاول صرف نظر الشباب عن ما يقع ببلدنا من فساد…
وغيرها من التصورات والقراءات السلبية…
لا شك أننا جميعا نشاطر رأي غالبية التصورات
لكن ! ألا يجب أن ننظر للمسألة من الزاوية الإيجابية ؟
أليس من المفترض أن نستوعب أنه آن الأوان لنا جميعا أن ننضج ..؟
ولنكن واقعيين ..
ونعترف أننا نحن كذلك كثيرا ما نخفق ،ونساهم بالفساد دون ان ننتبه وعلينا أن نأخذ بزمام الأمور ونعترف بمسؤولياتنا تجاه ما يحدث..؟؟
فغالبية المنتقدين للبرنامج كانت حجتهم أنه وجب على الدولة ان تعطي الدعم المجاني بدل الاقتراض لأن دولتنا تتوفر على خيرات كثيرة وتحرم أبناء شعبها منه…
هنا دعنا نلفت انتباهنا : سبق ودعمت الدولة مجانًا المشاريع من خلال “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ” لكن !ماذا حدث ؟
كلنا شاهدنا ارتفاع أسماء المرتزقين من العمل الجمعوي أو الاجتماعي لأنها متاحة للدعم المجاني يكفي فقط أن ينضم الفرد منا تحت لواء “جمعية أو تعاونية ” وسيتمكن من أخذ الموافقة على دعم مشروعه الذي غالبا ما يكون حبرا على ورق ،وحتى إن كان حقيقيًا يتم استغلاله ولم يستثمر له الوقت والجهد الكافي ليعطي ثماره ،وغالبية المشاريع باءت بالفشل كما نعلم
لأن الذي يأتي دون تعب يستسهل …
لكن بالبرنامج المندمج أصبح من الواجب على الشاب منا أن يجتهد ويفعل المستحيل لإنجاح مشروعه ليس لرد القرض فقط
لكن ! ليحقق ذاته ،ويؤمن مستقبله ،ويساهم في خلق فرص عمل لأقرانه أيضا وبدل أن يكون عالة على المجتمع يصبح هو الفاعل والمبادر لتحسين مستواه الاقتصادي والاجتماعي، وهذا لا يمكن إلا أن ينعكس إيجابيًا على شخصيته بالدرجة الأولى ومحيطه…