بقلم: أسماء النعيمي
في عيد المرأة الأممي
رسالة للرجال والنساء المدافعين عنها قبل أن تًُوجّه إلى أولئك الذين تُهضم حقوقها بسببهم :
المرأة لا تحتاج بأن تخصص لأجلها أموال طائلة من قبل مؤسسات دولية ووطنية …فقط لرفع شعارات باسمها حول المساواة وتنظيم مؤتمرات وندوات تؤكد على ضرورة احترامها واستمراريتها داخل المجتمع كفرد أساسي يكون زواياه، المرأة لا تحتاج سوى أن يُنظر اليها كما شريكها وزميلها الرجل بعين الاحترام والتقدير لعقلها لا لجسدها، لا تحتاج سوى الاهتمام بقدراتها وتثمين كفاءاتها ،
فحتى المساندة والدعم لتتطور أكثر هي كفيلة بهما..
فالمرأة الحقيقية لا تحتاج إلى هذا الكم الهائل من التهويل والصراخ باسمها بحجة الدفاع عن حقوقها وكأنها غير قادرة على ذلك بنفسها،فهذا بحد ذاته تقليل من شأنها، ولا تحتاج نظرات الشفقة التي ترتسم على محيا كل من وكل نفسه حامي عليها كي تستمر بالعيش بين جنبات مجتمع ذكوري بعقله المتحجر، ولأنها طيبة وصبورة لا تحب أن تستغل طيبتها ولا أن يختبر صبرها وكذلك المرأة لا تحبذ أن يشار اليها كي تتمكن من تحقيق أحلامها عبر الشهرة وغيرها، فقط دعها بسلام وستبهرك بمنجزاتها دعها تسيّر أمورها بهدوء وستصفع بنجاحاتها كل من يُنقص من قيمتها، فنماذج عبر التاريخ مرت ونحتت اسمها بالصخر وبذاكرة كل شخص منا فقط بأعمالها التي أُنجزت في صمت وعلى سبيل المثال نذكر منها :
السيدة التي قال عنها ابن خلدون: “فكأنما نبهت عزائم الملوك بعدها” لعظمتها وعظمة ما بنته إنها فاطمة الفهرية سيدة التاريخ المغربي التي استحقت التربع عليه . فمسجد القرويين الذي أنجز بفضل فطنتها وحكمتها ما يزال إلى اليوم يؤدي دورا رائدا في نشر الإسلام والعلوم في المغرب، ليصبح بذلك أول معهد ديني وأكبر كلية عربية في المغرب الأقصى وأول جامعة في العالم تستقبل طلبة العلم من كل بقاع الأرض ..
وسيدة العصر الأم الحنون والدة العازبات كما سماها البعض إنها عائشة الشنا القلب الرؤوم الذي ضحى بالكثير ولا زال يضحي لأجل أطفال أبرياء وأمهات كانوا ضحايا مجتمع استغلالي فاسد وأحيانًا ضحايا لنزواتهن بسبب الجهل وغيره …
والرياضية بامتياز صاحبة القدم التي لا تتعب من الركض البطلة نزهة بدوان المتألقة التي لم يرغمها العمر الذي لم يعد صالحا في قانون الأولمبياد أن تنسحب عن الساحة وظلت راكضة نحو سبل النجاح ومساندة لفتيات أخريات لتدفعهن كي تُفتح أبواب التألق لهن.
وأيضا النابغة الفيزيائية التي تصدرت قسم الفيزياء بعدما وصلت لأكبر مختبرات أمريكا “أرغون ” وحققت إنجازات ضخمة خصوصا في الأبحاث المتعلقة بالنوكليون النووية، كوثر حفيظي التي حازت على عدة جوائز في مجالها…
وفاطمة المرنيسي الكاتبة صاحبة القلم الذهبي وغيرها الكثييييرات من المتألقات اللواتي كرسن حياتهن لحصد النجاحات في شتى مجالات الحياة،
ولا ننسى منهن الأمهات اللواتي أنتجن من خلف أبواب بيوتهن المغلقة جيلا يستحق الافتخار به بسبب التربية السليمة التي تكرمت بها أناملهن الوفية وحكمتهن على هذا المجتمع…
لذلك فلنتعظ ولندرك جميعا قيمة المرأة الحقيقية، وألا نظل متجمدين عند يوم 8 مارس كي نحتفي ونرفع الشعارات لأجلها، فهي فعلا تحتاج منا كلمة تقدير وتشجيع طيلة السنة كي تُزهر من جديد وإن لم يكن أحدنا قادرا على تروية تربتها كل يوم ولو بقطرة ،
فلا حاجة لها ببئر ماء يأتي به في عيدها هذا …
ولأنكن أنتن وكفى !!
كلّ يوم والابتسامة والسعادة لذواتكن
ولأوطانكن