*سفيان الرباج
يعيش المغرب على واقع فيروس كورونا المستجد وضعا استثنائيا تعبأ على اثرها واتخد اجراءات استباقية لمواجهة هذه الجائحة التى كانت لها تداعيات اقتصادية و اجتماعية على مستوى العالم، حيث لا زالت هذه الأزمة الغبار عن اختلالات واسعة في مجالات متعددة.
اختار من خلالها المغرب بفطنة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله التضحية بالاقتصاد الوطني و إنقاذ أرواح المغاربة من خلال دعم الفئات الهشة بإحداث صندوق خاص بتدبير و مواجهة covid19 بفضل تجند الشعب المغربي بكل فئاته ( ممرضين – أساتذة……) مناسبة للتفكير في سبل جديدة لاصلاح الاختلالات و النواقص التي تعاني منها القطاعات الحيوية ببلادنا (قطاع الصحة- قطاع التعليم ).
– القطاع الصحي :
أثبت الاطباء و الممرضين إمكانيات هائلة من خلال عملهم الدؤوب معرضين أنفسهم للخطر لانقاذ أرواح المغاربة وهذا يثبت أن طاقمنا الطبي حي يرزق وجدير بالثقة.
كما يقول المثال * رب ضرة نافعة * فقد اتضح بالملموس ضعف البنية التحتية للمستشفيات وغياب التجهيزات الطبية وارتجالية الحكومة في التعاطي مع هذه الفئة عوض تحفيزهم اقتطعت من اجورهم بدون حق وجه وفي عز الأزمة.
لذلك لابد من الاهتمام بهذه الأطر و تعزيز البنية التحتية للمستشفيات و توفير الوسائل الطبية الضرورية و الوقائية و تشجيع البحث العلمي وذلك بتضخيم ميزانية الصحة العمومية .
– مجال التربية و التكوين :
انخرط رجال و نساء التعليم بشكل كبير في نظام التدريس عن بعد بعد قرار اغلاق المدارس بسبب هذه الجائحة فقد تمكنت هذه الفئة بإنتاج العديد من الموارد الرقمية بالامكانيات الشخصية المتوفرة لديهم كاستعمال تقنية الواتساب والمنصات و صفحات شخصية على الفيسبوك للتواصل مع المتعلمين و مواكبتهم للاستمرار في العملية التعليمية. كما وفرت الوزارة ايضا تقنية ” تايمس ” الذي وجد الأساتذة صعوبة الولوج اليه بسبب ضعف التكوين في المجال التكنولوجي.
حيث وجد الأساتذة أنفسهم أمام العديد من المشاكل التى احالت دون ذلك نذكر منها على سبيل الحصر :
✓ عملية التعليم عن بعد لا يمكن ان تعوض التعليم الميداني.
✓ التدريس عن بعد يرهق الاستاذ و المتعلمين معا
✓ غياب عنصر التحفيز الذي يعد المحرك الاساسي للعملية التعليمية التعلمية.
✓ ضعف شبكة الانترنيت و في بعض الاحيان غيابها و هنا نجد أنفسنا امام القضاء على حق المواطن في الولوج إلى الانترنيت.
✓ عدم توفر أغلب المتعلمين على الوسائل الالكترونية خصوصا في العالم القروي
✓ جعل الاستاذ و التلميذ تحت رحمة الأب أو الام الذين يتوفرون على الوسائل التكنولوجية الذكية ويشتغلون في المجال الفلاحي او في مجالات أخرى لم تتضرر بسبب covid19
✓ عدم حضور المتعلمين في الوقت نفسه
✓ ارهاق مادي للآباء و الأمهات بواجبات شبكة الانترنيت
رغم هذا كله تبقى هذه الوسيلة طوق نجاة التلميذ حتى لا يضيع ما بناه الاستاذ معه من بداية السنة .
كما يقول المثال ” النقم تحمل في طياتها دائما النعم” و بما اننا نعيش في عالم الرقمنة و التكنولوجية لا بد ان تنخرط بلادنا في هذا المجال وجعل التعليم عن بعد ٱلية من ٱليات الدعم المدرسي بإنخراط كافة المتدخلين والعمل على توفير مايلي :
✓ جعل شبكة الانترنيت مجانية في وجه هذه الفئة تحقيقا لحق المواطن في الولوج إلى الانترنيت .
✓ توفير الوسائل الالكترونية التعليمية خصوصا في العالم القروي .
✓ تدريس مواد التكنولوجيا والتواصل عن بعد في الاسلاك الأولى .
✓ الاهتمام بالأطر التعليمية و إعادة النظر في طريقة توظيفهم ( اي القضاء عن نظام التعاقد ) .
✓ تكوين الأطر في المجال التكنولوجي .
✓ جعل الأسرة شريك أساسي في عملية التعليم عن بعد
✓ الالتزام بمجانية التعليم في كافة اسلاكه
✓ الالتزام بإجبارية التعليم حتى سن 18 سنة للحد من الهدر المدرسي .
✓ تعميم التعليم الأولي خصوصا في العالم القروي و الاهتمام بالتربية غير النظامية و بأطرها .
✓ القضاء على ما يسمى بالفرعية و تعويضها بالمؤسسة الجماعاتية
✓ البحث عن حل للقضاء على الاقسام المشتركة.
✓ اعتماد اللغة الانجليزية بدل اللغة الفرنسية لتدريس العلوم .
✓ الاهتمام بالبنية التحتية للمؤسسات التعليمية .
✓ لزوم توفير الوسائل الديداكتيكية خصوصا في العالم القروي .
وبالتالي لن يكون أمامنا للخروج من هذه الازمة من خيار سوى الرفع من ميزانية الصحة العمومية و التعليم و القضاء على المهرجانات و الأنشطة ذات حمولة مالية كبيرة جدا وانخراط الفاعلون الاقتصاديون و الغيورين على الوطن.
وفي الأخير لابد من الإشادة بالمجهودات المبذولة من طرف رجال السلطة و الاطباء لوقف زحف هذا الفيروس العالمي والذهاب ببلادنا الى السلم و الامان و بداية عهد جديد بتكريس مبدأ الثقة بين المواطنين و مؤسسات الدولة.
*إطار تربوي