شمال7 _ و م ع
يستقبل الشريط الساحلي لعمالة المضيق-الفنيدق، المعروف باسم “تامودا باي”، آلاف الزوار المغاربة وغيرهم من الباحثين عن الاصطياف في مياه البحر المتوسطي تحت أشعة الشمس المعتدلة المميزة للمنطقة.
وتعتبر شواطئ عمالة المضيق-الفنيدق المقصد الأول للسياح المغاربة على طول فصل الصيف، خاصة من الباحثين عن الاستجمام في البحر المتوسط المعروف بمياهه الصافية وتياراته الضعيفة ورمال شواطئه الذهبية ونتوءاته الصخرية التي تضفي متعة أكبر على السباحة. و بفضل هذه المؤهلات وحسن التدبير، حصل “تامودا باي” على 5 ألوية زرقاء تمنحها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة للشواطئ الأكثر جاذبية وتنشيطا وجودة.
يمتد الشريط الساحلي لعمالة المضيق الفنيدق “تامودا باي” على طول يقارب 35 كلم، يبتدئ من مدينة مرتيل وينتهي بقرية بليونش الساحرة، والتي تقع على الطرف الشرقي لمضيق جبل طارق، متكئة على سفح جبل موسى، ومتوارية بين الجبال.
كما يحتضن المجال الترابي للعمالة، عددا من الشواطئ الخلابة برمال ذهبية لهواة السباحة وصخور بحرية ترضي فضول هواة الغوص ، ويمكن الإشارة هنا إلى شواطئ “مرتيل” و”كابو نيغرو” و”رينكون” (المضيق) و”كابيلا” و”اسمير” و”تريس بييدراس” والريفيين” وغيرها، إلى جانب توفرها على ميناءين ترفيهيين لأرباب الزوارق واليخوت الخاصة.
وطيلة الأشهر الثلاثة لفصل الصيف، يتضاعف عدد سكان مدن مرتيل والمضيق والفنيدق والوحدات والمنتجعات السياحية بالمنطقة، ما يفرض تحديات على السلطات الإقليمية والمجالس المنتخبة من أجل ضمان السير الجيد للموسم، الذي يعتبر الحلقة الأهم في الدورة الاقتصادية المحلية.
تنطلق الاستعدادات مع بداية كل عام، حيث تعقد اجتماعات بمشاركة كافة المتدخلين، من سلطات ومنتخبين وشركات التدبير المفوض للخدمات العمومية والمصالح التقنية ، لتحديد خريطة عمل لتهيئة الفضاءات الحضرية والساحات العمومية والارتقاء بالخدمات العمومية ، كالإنارة وتوزيع الماء والكهرباء والإنارة ومحاربة النواقل وغيرها.
وأبرز رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والتنسيق بعمالة المضيق-الفنيدق، الحبيب أزرياح، في تصريح لقناة M24، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “فصل الصيف يعتبر محطة أساسية في البرنامج السنوي للعمالة، لهذا ينطلق الاستعداد في شهر يناير لاستقبال الصيف في أتم جاهزية”.
وأضاف المتحدث أنه “يتم تحديد رؤية واضحة والاشتغال وفق منهجية دقيقة لوضع برنامج عمل شامل يضم في المجموع 16 محورا، تشمل كافة القطاعات، لاسيما تدبير الشواطئ والتشوير العمودي والأفقي والإنارة العمومية والمساحات الخضراء ومراقبة المحلات المفتوحة للعموم وكل ما يتعلق باستقبال الزوار في هذا الفصل”.
تنصب هذه المحاور نحو هدف أساسي يتمثل في الرفع من جاذبية عمالة المضيق-الفنيدق إلى مستوى تطلعات المصطافين والزوار، تجعلهم يعودون كل سنة إلى المنطقة لقضاء فصل الصيف.
وتعتبر الشواطئ المنتوج الأهم الذي يبحث عنه السياح الداخليون، في هذا السياق أشار الحبيب أزرياح إلى أن “كل الجهات المتدخلة تعمل على وضع رؤية مندمجة من أجل تدبير الشواطئ والخدمات المقدمة بها، بشكل يحافظ على طابعها العمومي”.
وأضاف أنه يتم تخصيص مساحة لا تتعدى نسبة 20 في المائة من مساحة الشواطئ من أجل الاستغلال الاقتصادي والتجاري، وعلى سبيل المثال كراء المظلات وغيرها من الخدمات، مشيرا إلى أن هذه النسبة “تحافظ على الطابع العمومي للشواطئ”.
هذا التدبير المندمج الذي تسهر عليه مصالح عمالة المضيق-الفنيدق والسلطات المحلية والجماعات الترابية ومصالح مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة وقطاع البيئة، وخاصة ما يتعلق بمراقبة جودة مياه البحر، مكن العمالة من الحصول على 5 شارات لواء أزرق، تشمل شواطئ المضيق المدينة وشرق مارينا أسمير وألمينا والريفيين، بالإضافة إلى الميناء الترفيهي مارينا اسمير.
وتمنح هذه الشارة نظرا لالتزام الجماعات المحلية، التي تتحمل مسؤولية التدبير الكامل للشواطئ التي تدخل ضمن مجالها الترابي، بالمعايير المحددة من قبل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة والمـؤسسة الدولية للتربية على البيئة، خاصة منها المتعلقة بجودة مياه الاستحمام والإخبار والتحسيس والتربية البيئية والصحة، والسلامة، والتهيئة، والتدبير.