طنجة البالية.. جبال من الأتربة وغياب الإنارة يعمّقان معاناة ساكنة تجزئة بيلا 07

تعيش ساكنة تجزئة “بيلا 07” التابعة لمنطقة طنجة البالية على وقع اختلالات بيئية وأمنية مزمنة، حوّلت حياتهم اليومية إلى معاناة مستمرة، وسط صمت الجهات المسؤولة وعدم التجاوب مع الشكاوى المتكررة.

 

كاميرا موقع “شمال 7” رصدت مشاهد توثق حجم الضرر البيئي الذي تتسبب فيه كميات هائلة من الأتربة المتراكمة بشكل عشوائي على أطراف الحي، حيث تحولت إلى ما يشبه “جبالاً” ترابية تفترش جنبات المنطقة كلها، في مشهد عبثي يُخفي تماماً ملامح التجزئة السكنية، ويضر بالبيئة المحلية وجمالية المنطقة.

 

Multi-level cooperation for resilient development: putting the Water-Energy-Food-Ecosystems Nexus into action

هذه التراكمات، التي طال بقاؤها دون تدخل، أضرت بصحة السكان، لا سيما الأطفال وكبار السن، بعد تسجيل حالات من الحساسية وضيق التنفس وغيرها من الأمراض المرتبطة بالغبار والهواء الملوث، وفق ما أفادت به شهادات محلية.

 

ولا تقف المعاناة عند هذا الحد، بل يضاف إليها الغياب التام للإنارة العمومية ليلاً، ما يخلق أجواء من الخوف ويُسهّل عمليات السطو والسرقة التي باتت تؤرق الساكنة، خاصة النساء والعائلات. ووفق تصريحات عدد من المواطنين، فإن بعض الأزقة تحولت إلى “نقاط سوداء” يستغلها لصوص ومشبوهون لارتكاب اعتداءات متكررة.

 

كما تشهد التجزئة انتشاراً مقلقاً لتجمعات المتشردين وبعض مدمني المخدرات، الذين يتخذون من محيط الأتربة مأوى لهم، في غياب أي تدخل اجتماعي أو أمني لحماية السكان وضمان شعورهم بالأمان داخل منازلهم.

 

السكان يطالبون بتدخل عاجل من الجهات المختصة لإزالة الأتربة وإعادة الاعتبار للمنطقة بيئياً وأمنياً، وتوفير الإنارة العمومية، إلى جانب تكثيف التغطية الأمنية ووضع حد لحالة التسيّب التي أصبحت تهدد يومياتهم.

 

الأهالي أعربوا عن استيائهم من استمرار هذا الوضع في منطقة لا تبعد كثيراً عن وسط مدينة طنجة، التي تستعد لاحتضان تظاهرات رياضية كبرى من حجم كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، إلى جانب استقبال أعداد كبيرة من السياح والزوار خلال السنوات المقبلة.

 

في هذا السياق، يؤكد سكان “بيلا 07” أن تحسين أوضاعهم لا يصب فقط في مصلحة الحي، بل يُعتبر جزءاً من صورة المدينة ككل، خاصة وأن التجزئة لا تقع في منطقة نائية، بل في موقع استراتيجي قريب من المحاور الكبرى والفضاءات السياحية.

 

من هنا، تتعالى الأصوات المطالبة بتدخل عاجل للسلطات المحلية والمنتخبة، من أجل إزالة الأتربة، إعادة تهيئة الإنارة، وتعزيز التواجد الأمني، بما يضمن الحد الأدنى من كرامة العيش ويُعيد للمنطقة اعتبارها، انسجاماً مع التوجه الوطني نحو إبراز صورة حضارية للمملكة استعداداً للاستحقاقات الكبرى القادمة.

 

Multi-level cooperation for resilient development: putting the Water-Energy-Food-Ecosystems Nexus into action

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.