بقلم: توفيق عزوز
نروم في العلاقات الدولية إلى الوصول للحقائق المنطقية والصحيحة على مستوى الزمكاني، و لا شك أن موضوع الساعة هو التغير المفاجئ الذي عرفه المحيط الإقليمي للمغرب، يتمثل في سحب المغرب لقواته في التحالف التي تتزعمه السعودية ما يسمى بعاصفة” الحزم”.
هذا الانسحاب له دلالات و قراءات و تأويلات متعددة هي أن المغرب يسعى إلى فرض استقلاليته عن باقي الدول العربية خصوصا الخليجية منها، لكن هذه الأخيرة لم تستصغ بعد هذا التوجه الاستراتيجي للمغرب، لكن لكل اختيار تبعات و إرهاصات، فالورقة التي تلعب بها الأطراف المعادية لسياسة المغرب، ورقة الوحدة الترابية للمملكة، فالسعودية رافعة للشعار إما معنا أو مع إيران وقطر و تركيا بشكل غير مباشر فلا يمكن الحديث عن المحيط الإقليمي بدون التحدث عن إيران كدولة محنكة سياسيا تسعى إلى خلق فضاءها الداخلي بشكل متوازن بعيدا عن السفطاءات العربية من جهة و مصالحها الخارجية من جهة أخرى وعلى ضوء ذلك يلعب المغرب أوراقه وتدبير أزماته.
و التوجه المغربي مبني على ” موقف الحياد من الأزمة الخليجية، عدم استقبال محمد بن سلمان خلال جولته في شمال افريقيا، التصويت لتنظيم كأس العالم “، كل هذه الحزازات توجت بخروج المغرب من التحالف العربي، فالمغرب أصبح يقيم علاقته الخارجية بشكل واضح، لكن موقفه يستحسن به لكن عليه تحمل تبعاته و بنجاحه في ذلك يجب أن يسعى إلى خلق مصالحة داخلية أولا و مصالحة مع الجزائر ثانيا و التشبت بدعم القضية الفلسطينية ثالثا التي تعتبر محور الصراع العربي.