كورنيش قصر المجاز… جنة العائلات تتحول إلى ساحة فوضى بفعل الدراجات النارية والمشاكل البيئية

القصر الصغير – تقرير خاص

في الوقت الذي كان من المفترض أن يتحول فيه كورنيش القصر المجاز إلى ملاذ آمن للعائلات وفضاء مفتوح للتنفس والترويح عن النفس مع بداية فصل الصيف، تعيش ساكنة القصر الصغير والمجاز على وقع قلق متصاعد بسبب الفوضى التي تُحدثها الدراجات النارية، وسط غياب شبه تام للرقابة والتدخل.

Multi-level cooperation for resilient development: putting the Water-Energy-Food-Ecosystems Nexus into action

دراجات نارية تتسلل إلى الأرصفة وتزرع الرعب بين المارة

مع كل مساء، وعند حلول نسمات الصيف العليلة التي ينتظرها السكان بفارغ الصبر، تتحول الأرصفة إلى حلبة سباق عشوائية لدراجات نارية صينية الصنع، يقودها مراهقون بتهور واستهتار واضحين. كثيرًا ما يخترق هؤلاء الشباب الممرات المخصصة للراجلين بسرعة فائقة ودون أدنى احترام لوجود الأمهات والأطفال، مما يخلق حالة من الذعر الدائم.

يقول أحد مرتادي الكورنيش:
“تكون ماشي على رجليك بكل أمان، وفجأة كتلقى موتور كيطير من حداك على الرصيف! واش معقول هادشي؟ واش الأرصفة ما بقاش عندها حرمة؟ واش غادي نبقاو ساكتين حتى توقع كارثة؟”

تصرفات متهورة وتهديد لسلامة الساكنة،لا يكتفي هؤلاء المراهقون بالسرعة المفرطة، بل يتعمد بعضهم القيام بحركات خطيرة واستفزازية أمام المارة، في مشاهد أقرب للاستعراضات الجنونية، ترافقها في أحيان كثيرة عبارات نابية وسلوكيات عدوانية.

يقول أحد السكان:
“هذا السلوك أصبح عادة يومية، والشعور بالأمان اختفى، خاصة بالنسبة للنساء والأطفال. نحن لا نطلب المستحيل، فقط نريد حقنا في مكان آمن نحس فيه بالطمأنينة.”

ضعف الإنارة… والكورنيش يغرق في الظلام ،تزداد خطورة الوضع مع ضعف أو انعدام الإنارة في عدد من الأزقة المحاذية للكورنيش، ما يجعل التنقل في ساعات الليل محفوفًا بالمخاطر. غياب الضوء لا يشجع على التنزه فحسب، بل يشكل بيئة مثالية لسلوكات منحرفة ومظاهر التسيب.

تدهور بيئي وروائح كريهة تخنق الزوار

إلى جانب هذه التحديات الأمنية، يشتكي سكان القصر المجاز من التلوث الناتج عن صب مياه الصرف الصحي في جنبات البحر، مما يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة وتدهور البيئة الطبيعية، وهو أمر ينذر بعواقب وخيمة على الصحة العامة، ويؤثر سلبًا على جمالية المنطقة وسمعتها السياحية.

مطالب عاجلة… ونداء لإنقاذ الكورنيش ،أمام هذا الوضع المتردي، يرفع السكان صوتهم عاليًا مطالبين السلطات المحلية والأمنية بالتدخل الفوري والعاجل، من خلال:

فرض رقابة صارمة على مستعملي الدراجات النارية داخل الفضاءات العمومية.

تعزيز الإنارة العمومية بالمناطق الحيوية.

وقف التلوث البحري ومعالجة مشكل الصرف الصحي.

استعادة الطمأنينة والسلم الاجتماعي داخل الفضاءات الترفيهية.

كورنيش القصر المجاز لم يُخلق للفوضى، بل وُجد ليكون متنفسًا لساكنة القصر الصغير والمجاز، فضاءً للهدوء، لا للمخاطر والضجيج والتلوث. فهل يتحرك المسؤولون قبل فوات الأوان؟

Multi-level cooperation for resilient development: putting the Water-Energy-Food-Ecosystems Nexus into action

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.