إعفاء المهندس المشرف على ترميم “سور المعكازين” بطنجة بعد موجة غضب طنجاوية

بلال كمال

شهدت مدينة طنجة، اليوم، تطورًا بارزًا في ملف إعادة تهيئة ساحة “فارو” التاريخية، المعروفة لدى الساكنة بـ”سور المعكازين”، وذلك بعد أن قررت السلطات الولائية إعفاء المهندس المسؤول عن المشروع، في خطوة تعكس تفاعلًا مباشرًا مع الانتقادات الواسعة التي أثارتها الأشغال الأخيرة.

 

Multi-level cooperation for resilient development: putting the Water-Energy-Food-Ecosystems Nexus into action

وجاء هذا القرار بعد أيام من الجدل الواسع الذي شغل الرأي العام المحلي، خصوصًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد كبير من المواطنين والناشطين عن استيائهم من الشكل الجديد الذي ظهرت به الساحة، والذي اعتُبر منافيًا للطابع الرمزي والمعماري لهذا الفضاء التاريخي.

 

وحسب معطيات مؤكدة من داخل ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، فإن الوالي يونس التازي قام بزيارة ميدانية مباشرة بعد عطلة عيد الأضحى، وقف خلالها عن قرب على مدى تدني جودة الأشغال، والرفض الشعبي الواضح للصيغة التي جرى اعتمادها في تهيئة المكان. وقد أفضت الزيارة إلى قرار إعفاء المهندس “إ.م”، الذي سبق أن أُعفي من مهام مماثلة في مناسبات سابقة سواء بالعاصمة الرباط أو بمدينة طنجة.

 

وفي خطوة إصلاحية، أعطى الوالي تعليماته بإعادة تهيئة الساحة، وتكليف مهندس جديد بإعداد تصميم بديل يحترم البُعد التاريخي والجمالي للمكان، ويعكس تطلعات الساكنة التي ظلت تنادي منذ سنوات بضرورة إشراك الكفاءات المحلية وتفادي الاجتهادات الفردية غير المدروسة في مشاريع التهيئة الحضرية.

 

ويُذكر أن هذا الحدث تزامن مع صدور عدة محتويات إعلامية، من بينها حلقة بودكاست على قناة “شمال7″، سلطت الضوء على ما وُصف بـ”العبث في ترميم المعالم التاريخية”، ما ساهم في تأجيج النقاش العمومي حول طريقة تدبير مشاريع الترميم والحفاظ على الذاكرة المعمارية للمدينة.

 

القرار، وإن جاء متأخرًا بنظر بعض المتابعين، يُعد سابقة مهمة في مسار محاسبة المسؤولين عن تشويه المعالم الرمزية، ويؤشر على توجه جديد أكثر حرصًا من طرف السلطات الولائية نحو الاستماع لصوت الشارع وضمان جودة الأشغال في الفضاءات العمومية.

 

Multi-level cooperation for resilient development: putting the Water-Energy-Food-Ecosystems Nexus into action

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.