متابعة: أسماء النعيمي
في البداية تُلفِت انتباههم بما تمتلكه من مقومات، فيعملون على إغراءها ومن ثم التقرّب إلى كل من يهمه أمرها يحاولون جاهدين على جذب كل من له صلة بها لصفوفهم ،كل هذا كي يتملكونها وتصبح تحت أمر عرشهم.
في البداية يتنازلون عن أنانيتهم وغطرستهم ،يتحدثون بكل ما يوجد بالمعجم من كلمات لبقة، ينتقون شكل حواراتهم بحذر شديد وبكل عناية ليكتسبوا ثقتها وثقة أفرادها، يتصرفون بغيرة شديدة تجاهها لِيُظهروا للجميع محبتهم المزيفة التي يكنوها بقلوبهم لها .. وحين يتمكنون منها وتصبح في قبضة أياديهم ينهبون بكل ما أوتوا من طاقة خيراتها، يخلفون ذاك الوعد الذي قطعوه لها في البداية، ينسوا بأن حمايتها تعدّ من أهم مسؤولياتهم.. فيدوسون حتى على أولئك الذين كان لهم الفضل في حصولهم عليها ومنحوهم كل الثقة، أولئك الذين قدموها لهم على طبق من ذهب لكنهم لن يعيرونهم أي اعتبار بعدما صارت من نصيبهم …
إنهم رجال السياسة، الذين اختاروا الدولة حلمهم الأول، والذين كثيرا ما خذلوا المواطن بتماطلاتهم تجاه حقوقه، ذاك المواطن الذي لم يعد قادرا على تحملهم ولم يعد لديه القدرة على إدراك القاعدة السياسية التي ينهجونها جلّهم، المواطن الذي اكتفى وملّ من أسلوب الخداع واللعب على وتر ظروفه، المواطن الذي لم يعد يبحث سوى عن حياة عادية، حياة بسيطة تتوفر على أبسط شروط العيش الكريم تحت عالم دولت، الدولة الذي هواءها يعدّ بالنسبة له كنز، الدولة التي أصبح يراها مجرد محط أطماع كل من هبّ ودبّ….