بقلم: توفيق عزوز
لا شك أن حدث الثورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى عبارة عن تراكمات للأعمال النضالية توجهها نظرية ما تستهدف انضاج الظرف الثوري في إطار تغيير نظام معين و تعويضه بمشروع آخر على جميع الأصعدة، فالثورة من حيث هي حدث لم تمتلك نظرية ثورية والدليل على ذلك أن الضباط و الجهاز العسكري الجزائري لم يعرف كحركة سياسية ذات جذور بل هي مجموعات من القوميات ليس لها تاريخ في النضال السياسي استفادت من ظروف معينة في إطار المحيط الدولي والإقليمي وقد كان طبيعيا أن تعجز حكومة و الدولة الجزائرية عن مواجهة العديد من المشاكل الداخلية (التفاقم المعيشي) و الخارجية (قضية الصحراء المغربية) التي نزفت كاهل الخزينة العامة للدولة.
إن الانتماء العسكري للضباط من حيث هم بنية عسكرية تلعب بورقة الأوامر لا مناقشتها وهذا جلي في هذا التنظيم الذي انعدمت فيه الاهتمامات الفكرية و التنظيرية والتي بنيت في الأصل على الطرح الماركسي إما نحن أو لا أحد.
ونشير في هذا الصدد أن كتاب فلسفة الثورة الذي صدر مؤخرا له مدلول على طبيعة الأنظمة العربية والذي ذهب بعيدا لكي يجسد الانتماء العسكري و انعكاساته على الأنظمة الأخرى وعلى هذا الأساس فإن الحكم البوتفليقي قد أوجد كثيرا من صفات التشابه بين العديد من الأنظمة الديكتاتورية خاصة منها الفاشية (إيطاليا) و النازية (ألمانيا) من حيث هي أنظمة اعتمدت على الجيش في إطار حكم فردي و عبادة الزعيم.
إن الظرفية التي جاءت بها هذه الثورة باعتبارها مخاضا عسيرا ظرفية تحررية الذي ينادي بها العالم الآن و هذا من خلال الحماس الجماهيري الذي يغلي في الجزائر من أجل دولة إستقلالية تتموقع داخل هذا الخضم.
ونشير في الأخير إلى أن النظام البوتفليقي سيعكف على إيجاد مخرجات ترضي جميع الأطراف من أجل تغطية واستمرارية العهدة الخامسة.
*المرجع: الغاشي مصطفى، قضايا من تاريخ المغرب المعاصر، منشورات بيت الحكمة، تطوان