بقلم: أسماء النعيمي
في ظل الأحداث الأخيرة وكثرة اللغط حول موضوع الوطن والهجرة ورغبة غالبية الشباب في الانتقال لبلدان الغير لأجل الإستقرار وتحقيق مستوى معيشي أفضل تذكرت مقولة لمنى زكي في إحدى أفلامها “متقولش مصر أعطتني ايه قول أنت اعطيت ايه لمصر ” فعلا نحن ماذا قدمنا لوطننا حتى نطالبه بأشياء وأشياء فوق طاقة تحمله.
إذا رجعنا للوراء سنجد بلدنا تكبدت ويلات الإستعمار وأجدادنا ضحوا بأنفسهم لأجل أن لا يمسّ شبر من أراضيها، مع أن ظروفهم كانت أقسى منا
من جهة صعوبة المعيشة ومن جهة الحرب وووووو، لكنهم لم يستسلموا ظلوا صامدين بتراب وطنهم مع أنهم كانوا يمتلكون حرية القرار ليهاجروا لكنهم فضلوا هذا الوطن
ونحن الآن بعد مدة ليست بالطويلة من بعد الإستعمار نطالب ونطالب بلا توقف ونهدد بالرحيل كزوجة ملّت من سلوكات زوجها كل يوم تسمعه أسطوانة الرحيل
نريد الضفة الأخرى الضفة التي حققت ما يجذبنا نحوها الآن خلال آلاف السنين ونحن نريد من دولتنا أن تحققه في بضع سنوات …. حينما كانت تلك الدول تستعمرنا في الجهة الأخرى من ترابها آنذاك كانت تجهز الحياة لشعوبها، الحياة التي ننبهر بها نحن الآن ….
فعلا هناك فساد، هناك نهب، هناك احتقار وووووو لكن! علينا كذلك أن ننتبه للجانب المشرق، هناك جلالة الملك يقف في صفنا، يدافع، يخلق مشاريع لأجلنا، وصل به الحد أن يقدم لنا رسائل توعوية ومساندة لنا من خلال خطاباته ألآ يكفي ؟؟؟؟
هناك وطن يتقدم ويرتقي بشكل سريع، هناك مسؤولين يعملون ليل نهار لأجل حياة أفضل لوطننا حتى وإن كانوا معدودين على رؤوس الأصابع، حتى وإن كانوا يمثلون مؤسسات معينة وليس لهم علاقة بسياسة الدولة لكنهم يعملون لأجلنا ولأجل ازدهار هذا البلد الغالي…فلما نحن دائما ما نرى الجانب الفارغ من الكأس
لما لم نعد نستطيع التسلح بالصبر إن كانوا مسييرين الدولة من وجهة نظرنا غير لائقين علينا أن نحسن اختياراتنا بعدها وأن نتحد ونعمل بجد كل من موقعه لنغير كل هذا الفساد الذي يرهقنا … وبدل أن نختار الهروب علينا أن نأخذ على عاتقنا مسؤوليات وطننا فالهروب دائما ما يكون حلّا للفاشلين وإذا اخترناه فنحن فعلا فاشلين
حتى لو ذهبنا لآخر طرف بهذا الكوكب لن ننجح …. وإذ لم نستطيع النجاح هنا فنحن لا نستحق حتى قطرة ماء من تراب هذا الوطن… لذلك يكفينا لوم
ولنواجه كل العراقيل لأجل ذواتنا وبلدنا الحبيب الذي تركه لنا الأجداد أمانة في أعناقنا مدى الحياة ….