طفل الكلاشنكوف من معسكرات داعش مرورا بقوارب الموت وصولا إلى مراكز القاصرين بإسبانيا

بقلم يوسف الوهابي العلمي

أسامة الشعرة، الطفل الذي اشتهر بلقب طفل “الكلاشنكوف” حيث ظهر قبل خمس سنوات تقريبا بأحد معسكرات داعش بسوريا وهو يحمل سلاح الكلاشنكوف رفقة عدد من المقاتلين المغاربة في صفوف داعش، الصورة التي أثارت صدمة عند ساكنة طنجة بشكل عام و ساكنة بني مكادة أكبر أحياء المدينة على وجه الخصوص، خاصة أن الطفل يعتبر وجها مألوفا منذ احتجاجات 20 فبراير التي كان يتقدم بإلقاء الشعارات فيها، بل إنه كان من الوجوه البارزة في ساحة الإحتجاج يومها.

أصبح أسامة محطة اهتمام العديد من المنابر الإعلامية و القنوات الدولية التي تداولت حكايته من طفل ناشط في ساحة الإحتجاجات إلى ملتحق بتنظيم الدولة بسوريا. و بعد الظروف الصعبة التي كانت تحيط ساحة القتال في سوريا، قررت أسرته العودة إلى المغرب، وبعد عودتهم تم سجن كل من أبيه و أخيه الأكبر. حاول أسامة الإندماج في الحياة الطبيعية و الإنخراط في جمعيات رياضية و ثقافية إلا أنه واجه مشاكل اقتصادية و انعدام فرص الشغل وهي المشاكل التي يعاني منها جل شباب هذا الوطن،

و حسب ما أكد لنا في اتصال هاتفي، فإنه مر بظروف جد صعبة جعلته يخشى على مستقبله خصوصا أنه لم يكمل دراسته و انعدام الأفاق أمامه، فلم يجد إلا قوارب الموت كحل للهروب من الوضع الإجتماعي الصعب الذي مر منه قاصدا الهجرة مرة أخرى، لكن هذه المرة إلى ديار تعير اهتماما بالناشئة. و بعد وصوله إلى الجزيرة الخضراء عبر قارب مطاطي، توجه إلى أحد مراكز الإيواء و حكى لهم تفاصيل حياته، فبقي بالمركز عدة أيام قبل أن يتم تحويله إلى مدينة “بلباو” و إلحاقه بأحد المدارس  لتعلم اللغة الإسبانية، كما التحق بأحد النوادي الرياضية ويعيش ظروف جد ممتازة ويعاملونه كما كان يعاملوه أبويه بتوفير كل ما يحتاجه على حد قوله.

Loading...