تعيش السلطات المغربية حالة استنفار متزايدة على طول الشريط الفاصل مع مدينة سبتة المحتلة، بعد تداول دعوات رقمية تحث مجموعات شبابية على تنفيذ اقتحام جماعي نحو الثغر منتصف أكتوبر الجاري، ما استدعى تعبئة واسعة لوحدات الأمن والدرك والقوات المساعدة في مدن الشمال.
وتناقلت منصات التواصل مقاطع ورسائل تحريضية تحدد موعد التحرك، ما دفع الأجهزة الأمنية إلى التعامل مع الأمر كـ”تهديد حقيقي”، خاصة في ظل تجارب سابقة تطورت فيها دعوات رقمية مماثلة إلى محاولات تسلل جماعي.
وشهدت مدن الفنيدق وتطوان والمضيق انتشارا مكثفا للعناصر الأمنية مع مراقبة المسالك الجبلية وتمشيط الغابات القريبة من السياج، إلى جانب تفعيل فرق متخصصة في رصد المحتوى التحريضي ومتابعة أنماط التعبئة الرقمية.
وتأتي هذه التعبئة في سياق مشابه لمحاولة جماعية سابقة سجلت في شتنبر 2024، وأخرى في ماي 2021 عندما تمكن آلاف الأشخاص من عبور السياج في واحدة من أكبر موجات التسلل نحو سبتة.
وتشير مصادر ميدانية إلى أن التنسيق بين الأجهزة الأمنية يتركز على الرصد المبكر والتدخل الوقائي، مع تعبئة لوجستية متواصلة تحسباً لأي تطور ميداني، في وقت لا تزال فيه حالة التأهب قائمة رغم عدم تسجيل أي تحرك فعلي.