استهلكت الشعارات وتآكل الخطاب وتحولت الساحة الحزبية إلى فضاء تغلب عليه الولاءات والمصالح بدل الأفكار والمبادئ أحزاب نشأت من رحم الطموح الوطني لكنها فقدت مع مرور الزمن بوصلتها واكتفت بخطابات تقليدية لا تقنع المواطن ولا تُلهم الجيل الجديد التواق للتغيير والمصداقية.
أصبح المواطن يرى السياسة مرادفا للخذلان والانتخابات لحظة شكلية لا تفضي إلى تغيير حقيقي لأن الوجوه تتبدل والعقليات تبقى على حالها أما القوانين المؤطرة للعمل الحزبي فقد تحولت من آلية لتجديد النخب وضمان التنافس الشريف إلى مظلة تحمي الجمود والرداءة.
لقد آن الأوان لإصلاح سياسي عميق وهادئ يعيد ترتيب المشهد الحزبي من جذوره نحن بحاجة إلى قوانين تفرز الكفاءات وتقطع مع الانتهازية وإلى أحزاب تصنع الأمل لا المناصب وتدرك أن المسؤولية تكليف لا امتياز.
فالوطن لا يبنى بالشعارات بل بإرادة صادقة تترجم إلى أفعال وبحياة سياسية تعيد للمواطن ثقته في أن صوته وسعيه يمكن أن يصنعا التغيير.

 
									 
					