تعيش الساحة السينمائية الوطنية هذه السنة على إيقاع منافسة قوية تشارك فيها بقوة أفلام الأقاليم الجنوبية التي باتت تمثل اليوم أحد أوجه الإبداع السينمائي المغربي الصاعد.
فبعد أن حصد فيلم “عيد أبويا” المعروف بعنوان “حراس البسار” الجائزة الثانية في الدورة السابقة عادت السينما الجنوبية هذه السنة بطموح أكبر ورؤية أكثر نضجا في محاولة لانتزاع الجائزة الأولى وسط مؤشرات تؤكد ارتفاع مستوى الإنتاج والإخراج في الأعمال القادمة من هذه الجهة.
ويرى مهتمون بالشأن السينمائي أن هذا الحضور اللافت للأقاليم الجنوبية لم يأت من فراغ بل هو ثمرة جهود متواصلة على مدى العقد الأخير ساهمت فيها مبادرات محلية ووطنية من أبرزها برامج دعم ومواكبة أطلقتها وزارة الاتصال والثقافة بشراكة مع الأندية السينمائية في المنطقة مما أتاح تكوين جيل جديد من المبدعين الشباب الذين حملوا على عاتقهم مهمة تطوير الصناعة السينمائية جنوب المملكة.
وتؤكد المعطيات أن هذا التطور لم يقتصر فقط على الجانب الفني بل شمل أيضا البنية التحتية والتقنيات السينمائية حيث شهدت مدن مثل العيون والداخلة وبوجدور تنظيم مهرجانات محلية وورشات تكوينية ساهمت في ترسيخ ثقافة الصورة والسينما كأداة للتعبير والتواصل الثقافي.
ومع هذا الزخم المتصاعد يبدو أن السينما في الأقاليم الجنوبية تسير بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها في الخريطة الوطنية لتصبح ليس فقط مشاركة في المسابقات بل منافسا حقيقيا على الجوائز الكبرى ومصدر فخر للسينما المغربية الحديثة.

