في خطوة تعزز علاقات التعاون والشراكة بين المملكتين الجارتين، تدخل المغرب لمساعدة إسبانيا في استعادة جزء من إمداداتها الكهربائية بعد تعرضها لانقطاع مفاجئ واسع النطاق. وأعلنت السلطات المغربية أنها وفرت دعما تقنيًا وفنيًا عبر الربط الكهربائي المشترك الذي يجمع البلدين، مما ساهم في تسريع وتيرة عودة التيار إلى العديد من المناطق الإسبانية المتضررة.
وقد فعّل المغرب قدراته عبر شبكة الربط الكهربائي العابرة لمضيق جبل طارق، التي تمثل قناة أساسية لتبادل الطاقة بين شمال إفريقيا وأوروبا. وبفضل هذه الشبكة، تمكنت إسبانيا من تقليل تداعيات الانقطاع بشكل ملحوظ، واستعادة التوازن في شبكتها الكهربائية الوطنية.
وأوضح مصدر مسؤول في المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب أن هذه المساعدة تأتي في إطار الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين، مشيرًا إلى أن الربط الكهربائي بين المغرب وإسبانيا يعزز مرونة الشبكتين ويسمح بتبادل الطاقة في حالات الطوارئ.
من جهتها، عبرت السلطات الإسبانية عن امتنانها الكبير لهذا الدعم السريع، مؤكدة أن التعاون مع المغرب يمثل أحد أعمدة الأمن الطاقي للبلاد. كما شددت على أهمية تعزيز الاستثمارات المشتركة في مجال الطاقة المتجددة والربط الكهربائي خلال السنوات المقبلة.
ويعتبر الربط الكهربائي بين المغرب وإسبانيا، الذي تبلغ سعته الحالية 1400 ميغاواط، واحدًا من أقوى الجسور الكهربائية بين إفريقيا وأوروبا، مع خطط لزيادته مستقبلا إلى 2800 ميغاواط، مما يعكس الإرادة المشتركة لتعزيز أمن الطاقة وتنويع مصادرها.
هذه المبادرة المغربية، التي جمعت بين التضامن وحسن الجوار، تؤكد مجددًا أهمية العلاقات الإستراتيجية بين الرباط ومدريد، وترسخ مكانة المغرب كفاعل رئيسي في دعم استقرار وأمن الطاقة بالمنطقة.