أفادت صحيفة “الباييس” الإسبانية أن المملكة المغربية تعتبر أنها أكملت بعد نصف قرن ما بدأته في المسيرة الخضراء عام 1975 وذلك عقب حصولها على دعم من الأمم المتحدة لخطتها المتعلقة بالحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مجلس الأمن الدولي تبنى يوم الجمعة الماضي قرارا يؤكد أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب تشكل أساسا واقعيا وذا مصداقية لحل النزاع وهو ما وصفه الملك محمد السادس بأنه يشكل “ما قبل وما بعد” في تاريخ القضية الوطنية.
وذكرت “الباييس” أن القرار الذي صاغته الولايات المتحدة الأمريكية تم اعتماده دون اعتراض مع امتناع روسيا والصين عن التصويت معتبرة أن ذلك يمثل تحولا مهما في موقف المنظمة الأممية من النزاع.
وأضافت أن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة اعتبر أن القرار “يغير المعادلة” إذ أصبح الحكم الذاتي “هو الحل” بعدما كان مجرد خيار مطروح مشيرا إلى أن المبادرة المغربية تجسد مبدأ تقرير المصير بشكل عملي وواقعي.
واستعرضت الصحيفة السياق التاريخي للنزاع مذكرة بأن الملك الحسن الثاني أطلق المسيرة الخضراء في نونبر 1975 بالتزامن مع تدهور صحة الديكتاتور الإسباني فرانكو وما تبع ذلك من انسحاب إسباني سريع سنة 1976 أدى إلى اندلاع حرب بين المغرب المدعوم من فرنسا والولايات المتحدة وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر وليبيا قبل توقيع وقف إطلاق النار سنة 1991 تحت رعاية الأمم المتحدة وإنشاء بعثة المينورسو.
وأكدت “الباييس” أن المغرب لم يتردد في خوض أزمات دبلوماسية مع فرنسا وإسبانيا دفاعا عن مصالحه مشيرة إلى أن هذه المقاربة أثمرت عن اعتراف أوسع بالسيادة المغربية على الصحراء سواء في أوروبا أو على الصعيد الدولي.
ونقلت الصحيفة شهادات من مدينة العيون حيث عبر بيرا عبد اللطيف أحد أعيان القبائل الصحراوية عن “نشوة احتفالية” بالقرار الأممي مثمنا ما تحقق من “تقدم اقتصادي ورفاه اجتماعي” في المنطقة ومتمنيا أن تشمل هذه الدينامية سكان مخيمات تندوف لإنهاء معاناة طويلة.

